الجديد تحت الشمس - تأثير الإنسان على البيئة 1 التوازن البيئي

الأستاذ الدكتورأحتيوش فرج احتيوش الجديد تحت الشمس - تأثير الإنسان على البيئة 1 التوازن البيئي

تأثير االإنسان على البيئة

1

التوازن البيئي 

 

ا. د. احتيوش فرج احتيوش

" ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" صدق الله العظيم "الروم الآية 41"

"لقد بدأ الإنسان حياتة على الأرض وهو يحاول أن يحمى نفسه من اهوال الطبيعية ومخاطرها وانتهى به الأمر بعد عشرات ألاف السنين وهو يحاول أن يحمى الطبيعة من نفسه ونشاطه وشروره"

اولاً: تعريف البيئة وعلاقتها بالإنسان

البيئة هي المحيط اي كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة أو فضاء خارجي وكل ما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان وأشكال مختلفة من الطاقة ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية.

البيئة لفظة شائعة الاستخدام يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول:- البيئة الزرعية، والبيئة الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية وبيئة العمل.... الخ ويعنى ذلك علاقة النشاطات البشرية  المتعلقة بهذه المجالات، وقد ترجمت كلمة إيكولوجي اللاتينية إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة" التي وضعها العالم الألماني ارنست هيجل عام 1866م بعد دمج كلمتين لاتنيتين هما إيكوس ومعناها البيت او السكن وأولوجي بمعنى علم وعرفها بأنها "العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه" ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات، الغازات، المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء..

ويتفق العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها. فالبيئة بالنسبة للإنسان هي الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية، وكائنات تنبض بالحياة. وما يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و مغناطيسية..الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر، والحديث عن مفهوم البيئة إذن هو الحديث عن مكوناتها الطبيعية وعن الظروف والعوامل التي تعيش فيها الكائنات الحية.

      

عناصر البيئة

يمكن تقسيم البيئة وفق توصيات مؤتمر ستوكهولم، إلى ثلاثة عناصر هي:

البيئة الطبيعية:-  وهي المظاهر التي لا دخل للإنسان في وجودها أو استخدامها وتتكون من أربعة نظم مترابطة وثيقاً هي: الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، ومنها الصحاري، البحار، المناخ، التضاريس، والماء السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية وهذه جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى وللبيئة الطبيعية تأثير مباشر أو غير مباشر في حياة كل جماعة نباتية أو حيوانية أو بشرية.

البيئة البيولوجية:-  وتشمل الإنسان "الفرد" وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية جزءاً من البيئة الطبيعية

البيئة الاجتماعية:-  ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، ذلك الإطار من العلاقات الذي هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً وحضارات في بيئات متباعدة، وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية، واستحدث الإنسان خلال رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء غزا الفضاء.

 وعناصر البيئة الحضارية للإنسان تتحدد في جانبين رئيسيين هما:

 أولاً الجانب المادي:-  كل ما استطاع الإنسان أن يصنعه وتشمل البيئة المصنعة استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب عن الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والعاهد والطرق وكل ما صنع البشر من الآت ووسائل ركوب ...الخ ،

 ثانياً الجانب الروحي المعنوي:- ويشمل عقائد الإنسان و عاداته وتقاليده وأفكاره وثقافته وكل ما تنطوي عليه نفس الإنسان من قيم وآداب وعلوم تلقائية كانت أم مكتسبة

والبيئة بعناصرها المختلفة الطبيعي والمصنع هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على لسان السيد يوثانت الذي سبق وشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة حيث قال "أننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك.. وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة". وهذا يتطلب من الإنسان وهو العاقل الوحيد بين صور الحياة أن يتعامل مع البيئة بالرفق والحنان، يستثمرها دون إتلاف أو تدمير... ولعل فهم مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده، والانسان جزء لا يتجزأ من البيئة التي يعيش فيها وينتفع بمواردها، ولكل فرد حق أساسي في أن يعيش حياة ملائمة في بيئة تتفق مع الكرامة الإنسانية وعليه في المقابل مسئولية المحافظة على هذه البيئة وتحسينها لمصلحة جيله والأجيال القادمة في إطار مفاهيم التنمية المستدامة

وإذا كانت البيئة هي الإطار الذي يعيش فيه الإنسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ويمارس فيه علاقاته مع أقرانه من بني البشر، فإن أول ما يجب على الإنسان تحقيقه حفاظاً على هذه الحياة أن يفهم البيئة فهماً صحيحاً بكل عناصرها ومقوماتها وتفاعلاتها المتبادلة، ثم أن يقوم بعمل جماعي جاد لحمايتها وتحسينها و أن يسعى للحصول على رزقه وأن يمارس علاقاته دون إتلاف أو إفساد، غير ان الانسان هو اكثر المخربين للبيئة وهو أكثر المحتاجين لها نظيفة جميلة تقوم بكل وظائفها الطبيعية العادية حتى يعيش عليها، وذلك عن طريق  تلويثه الهواء، المياه، المحيطات، الأنهار، البحيرات، التربة وغيرها، بطرق ووسائل مختلفة ومتنوعة، فرمي النفايات في في الأنهار يودي إلى تسمم وموت الأسماك، كما إن انطلاق غازي ثاني أكاسيد الكربون والكبريت والناتجة عن النشاط البشري المختلف والمتنوع يودي إلى حدوث الاحتباس الحراري والأمطار الحمضية التي تنهي الغابات والأشجار والحياة البحرية، إن المطر ألحامضي يغير من التربة وصلاحها للزراعة، واستخدام الانسان غازي الفلور والكلور وبقية الفلوروكاربونات يضر طبقة الاوزن الحامية للغلاف الجوي بتقليلها لنفاذ ودخول الأشعة فوق البنفسجية إلى الغلاف الجوي وبالتالي التأثير القاتل للحياة والخلايا الحية مما يسبب الحروق الجلدية والمزيد من الأمراض وخاصة سرطانات الجلد ويرفع حرارة الأرض وبالتالي الأذى للأحياء جميعا.

وكذلك الأعمال التي يقوم بها من صيد جائر في البر والبحر بواسطة الوسائل الممنوعة من متفجرات وديناميت وسموم وجرافات لاتفرق بين الانثى والذكر ولا الكبير والصغير ولا البيض وكذلك الصيد في الأوقات المحرمة الممنوعة وعدم ترك محميات لهذا الغرض وغرق حاملات النفط التي تؤدي إلى تدمير الحياة البحرية، ومن اجل التجارة مما يقلل من تكاثر هذه الحيوانات وانقراض أنواع منها وهناك صيد للمتعة والتخريب فقط.

 وقطع الأشجار والنفايات الصناعية والسيارات التي تطلق المزيد من المواد السامة مثل اكاسيد الكربون واكاسيد النتروجين وكذلك الرصاص السام وتلويثها للبيئة.

إن أهم مصادر التلوث هي انطلاق الغازات الناتجة عن إحراق الغابات، والنشاط البشري في المعامل والمصانع الكيميائية المنتشرة في العالم فتنتشر الغيوم الملوثة في اجوائها والمكونة من عدة غازات اهمها غاز ثاني اوكسيد الكربون وغيره من الغازات العضوية والتي تمنع ارتداد أشعة الشمس التي تعكسها الارض بالعودة إلى الأعلى وبالتالي زيادة رفع درجة حرارة الأرض وهذا إذا ما استمر سيغير المناخ العام ومستوى البحار حيث إن الارتفاع المستمر في تسخين الكرة الأرضية يودي بالضرورة إلى ارتفاع مستوى البحار بواسطة إذابة الثلوج من المناطق القطبية وغيرها من العوامل وهذا ما يعرف بالاحتباس الحراري ار الاحترار.

 كما إن الغازات المنطلقة من المعامل والسيارات والأسمدة الكيميائية المضافة والمبيدات الحشرية والمحسنات غير المنظمة كلها  تلوث المياه وبالنهاية ترجع إلى الارض، والمياه الجوفية، والبحار والمحيطات في دورتها الطبيعية

وهنا منبع الخطر لأنها تعود للبشر لنتناولها مرة ثانية عن طريق المياه التي يشربها والحيوانات البحرية التي تأكل هذه الملوثات ثم يأكل البشر هذه الحيوانات وهكذا تكون تعود لبني البشر نتائج افعالهم.

  وكما نقول كلنا ان الوقاية خير من العلاج،فإن وقاية البيئة من التلوث والتدهور أقل كلفة وأيسر تنفيذا وأجدى نفعا من إزالة الأضرار بعد حصولها، يجب مراعاة الاعتبارات البيئية وإعطائها أولويات متقدمة ودمج هذه الاعتبارات في جميع مراحل ومستويات التخطيط وجعل التخطيط البيئي جزءا لا يتجزأ من التخطيط الشامل للتنمية في جميع المجالات والاقتصادية والصناعية والزراعية والعمرانية وغيرها لتفادي الآثار السلبية التي تنجم عن إهمال هذه الاعتبارات، وما آلت إليه الأمور من تدهور في الأوضاع البيئية على المستوى المحلي والدولي كنتيجة منطقية للتنمية الاقتصادية دون الأخذ في الاعتبار الجوانب الأخرى ذات الأهمية ويتبين من استعراض الوضع البيئي في منطقتنا أن هناك العديد من المشاكل البيئية التي في الأصل نتاج عدم اعتماد الاعتبارات البيئية والاجتماعية كجزء من المعطيات التي يتم عليها بناء وتصميم الخطط الاقتصادية الإنمائية، إلا انه أصبح من الواضح إن وضع الاعتبارات البيئية في حسابات المخطط الإنمائي بما في ذلك تقييم الآثار البيئية للمشروع قبل البدء في تنفيذه يعطي أبعادا جديدة لقيمة الموارد واستخدامها على أساس تحليل التكلفة والفائدة وكيف يمكن المحافظة عليها، فضلا عما سيعود عن ذلك من فوائد اقتصادية بالإضافة إلى تحقيق هدف المحافظة على البيئة

النظام البيئي

هو مجموعة العلاقات القائمة بين جماعات الأحياء وبين العوامل غير الحية التي تتوافر في مكان محدد من الطبيعة فالأحياء لا تستطيع العيش بمعزل عن عوامل الوسط الذي تعيش فيه من كافة شروط الحياة ومكان الأحياء على الكرة الأرضية ويقصد بالنظام البيئي أية مساحة من الطبيعة وما تحويه من كائنات حية ومواد حية في تفاعلها مع بعضها البعض ومع الظروف البيئية وما تولده من تبادل بين الأجزاء الحية وغير الحية، ومن أمثلة النظم البيئية الغابة والنهر والبحيرة والبحر والسبخات وواضح من هذا التعريف أنه يأخذ في الاعتبار كل الكائنات الحية التي يتكون منها المجتمع البيئي من البدائيات، والطلائعيات والتوالي النباتية والحيوانية، وكذلك كل عناصر البيئة غير الحية من تراكيب التربة، الرياح، طول النهار، الرطوبة، التلوث وغيرها. ويأخذ الإنسان – كأحد كائنات النظام البيئي – مكانة خاصة نظراً لتطوره الفكري والنفسي، فهو المسيطر- إلى حد ملموس – على النظام البيئي وعلى حسن تصرفه تتوقف المحافظة على النظم البيئية وعدم استنزافها

 خصائص النظام البيئي

ويتكون كل نظام بيئي مما يأتي

         كائنات غير حية:- وهي المواد الأساسية غير العضوية والعضوية في البيئة

         كائنات حية:- وتنقسم إلى قسمين رئيسين

1- كائنات حية ذاتية التغذية: وهي الكائنات الحية التي تستطيع بناء غذائها بنفسها من مواد غير عضوية بسيطة بوساطة عمليات البناء الضوئي، (النباتات الخضراء) وتعتبر هذه الكائنات المصدر الأساسي والرئيسي لجميع أنواع الكائنات الحية الأخرى بمختلف أنواعها فيما يعرف بالسلسلة الغذائية كما تقوم هذه الكائنات باستهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون خلال عملية التركيب الضوئي وتقوم بإخراج الأكسجين في الهواء

2- كائنات حية غير ذاتية التغذية:- وهي الكائنات الحية التي لا تستطيع تكوين غذائها بنفسها وتضم الكائنات المستهلكة والكائنات المحللة، فآكلات الحشائش مثل الحشرات التي تتغذى على الأعشاب كائنات مستهلكة تعتمد على ما صنعه النبات وتحوله في أجسامها إلى مواد مختلفة تبني بها أنسجتها وأجسامها، وتسمى مثل هذه الكائنات" المستهلك الأول" لأنها تعتمد مباشرة على النبات، والحيوانات التي تتغذى على هذه الحشرات كائنات مستهلكة أيضاً ولكنها تسمى "المستهلك الثاني" لأنها تعتمد على المواد الغذائية المكونة لأجسام الحشرات والتي نشأت بدورها من أصل نباتي، أما الكائنات المحللة فهي تعتمد في التغذية غير الذاتية على تفكك بقايا الكائنات النباتية والحيوانية وتحولها إلى مركبات بسيطة تستفيد منها النباتات ومن أمثلتها البكتيريا الفطريات وبعض الكائنات المترممة وهكذا ترتقي الاحيائ معتمداً احدها على الآخر في نظم بيئية دقيقة سنها خالق الكون بديعة متكاملة ومتناسقة

التوازن البيئي:

يقول الحق عز وجل: "وخلق كل شيء فقدره تقديرا" "الفرقان" 2". ويقول: "إنا كل شيء خلقناه بقدر" "القمر" 49". وتعني هاتان الآيتان الكريمتان ان البيئة الطبيعية في حالتها العادية دون تدخل مدمر ومخرب من جانب الإنسان تكون متوازنة

يؤكد ذلك قوله تعالى: "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون" "الحجر" 19". وتعني هذه الآية الكريمة ان الجبال الرواسي تحافظ على توازن الأرض، كما ان الله خلق من الأرض كل شيء بقدر معلوم، فالنبات يخرج ليسد احتياجات الكائنات الحية التي تتغذى عليه، واعداد أنواع النباتات بالكم الذي لا يخل بالتوازن البيئي

ومن ثم يمكننا ان نقول: ان مفهوم التوازن البيئي ­ ذلك المفهوم الذي اقره العلماء في العلم الحديث ­ يعني بقاء عناصر او مكونات البيئة الطبيعية على حالتها، كما خلقها الله تعالى، دون تغيير جوهري يذكر، فإذا حدث اي نقص او تغيير جوهري ­ بسبب سلوك الإنسان وسوء استخدامه ـ في اي عنصر من عناصر البيئة اضطرب توازنها بحيث تصبح غير قادرة على إعالة الحياة بشكل عادي، وبالتالي يصعب استمرار الحياة ان لم يستحيل.

           

 

فمثلا تعيش الحشرات مع سائر الحيوانات والنباتات في توازن طبيعي تتحكم فيه وتسيطر عليه عدّة عوامل بيئية، مثل الحرارة والرطوبة وتوفر الغذاء وعوامل حيوية أخرى مثل افتراس بعض الحشرات للبعض الآخر، وتطفّل بعضها على بعض، ولذلك يرى في البيئة الطبيعية أن الحشرات والحيوانات تعيش في حالة توازن طبيعي يحقق معيشة متوازنة لهما معاً، فإذا اختلفت الظروف البيئية لسبب طارئ أو دائم وحلّت في المنطقة حشرات جديدة فإنّ التوازن القائم لابدّ أن يختل لصالح نوع أو عدة أنواع منها، فتزداد أو تقل الأعداد عن معدّلها الطبيعي، ويكون ذلك في غير صالح الإنسان أو عكس ذلك وفقاً لنوع الحشرات المتكاثرة وبسبب الإسراف في استخدام المبيدات الحشرية سواء كان إسرافاً في الكمية أو في الكيفية ممّا يؤدي إلى فقدان التوازن الطبيعي القائم بين الآفات وأعدائها الطبيعيين، ويؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة غير متوقعة في بعض أنواع الآفات

وقد يخل بالتوازن البيئي التغيرات الطبيعية او النشاطات البشرية:

التغيرات الطبيعية

يقدرعمر الأرض بحولي 4.5 بليون سنة. وخلال تلك الفترة الطويلة شهدت الأرض العديد من الفترات التي حولت هذا الجرم السماوي والذي انفصل من الشمس كتلة ملتهبة وتحولها التدريجي الى بيئة مناسبة للحياة والتي اعتدنا عليها. ولكنها لم تحصل بدون تغييرات وتوازنات والتي كان آخرها العصور الجليدية

وتذكر المصادر العلمية ان تلك التغييرات التي حدثت وتحدث على الأرض مرتبطة بأسباب محددة فمثلأ ان العصور الجليدية يرتبط بميلان محور الأرض مما يسبب زيادة انعكاس اشعة الشمس الى الفضاء الخارجي بالتالي انخفاض درجة الحرارة في المناطق المعتدلة والذي تؤدي الى زحف الثلوج من المناطق القطبية الى المناطق المعتدلة البرودة. مثلأ آخر مكونات الغلاف الجوي من الغازات فان نسب الأكسجين وثاني أكسيد الكاربون كانت واطئة وعالية على التوالي. ولكن هذه النسب تغيرت نتيجة التطورات الحياتية التي طرأت على الأرض والتي استهلكت ثاني أكسيد الكاربون وحولته الى مواد هايدروكاربونية وطرحت ألاكسجين كفضلات. هذه العملية التي تعرف بعملية النتح او التركيب الضوئي والتي تجري في النباتات كانت هي المحور الأساسي في هذا التغيير

النشاط البشري

 عاش الأنسان على الأرض بضعة ملايين من السنين ولكن الأنسان الحديث والذي ترك آثارأ حضارية واضحة لا يزيد عمره على عشرة آلاف سنة.

وبحلول عام 1 ميلادي، حملت الكرة الأرضية حوالي 200 أو 300 مليون شخص ( يعادل تقريباً سكان الولايات المتحدة اليوم ). وبحلول عام 1500 ، بلغ سكان العالم 400 أو 500 مليون. وقد أخذ عددهم حوالي ألف وخمسمائة عام حتى يتضاعف، وتزايد عند معدل يقل تماماً عن 0.1 في المائة في السنة. وبعد عام 1500، استمر سكان العالم في النمو ببطء تام، حيث بلغ 700 مليون حوالي عام 1750. عند هذه النقطة اي في القرن الثامن عشر، بدأ في الارتفاع بمعدل أسرع، مطلقا الازدهار الطويل الذي لا يزال يتقدم اليوم. بحلول 1800، بلغ سكان العالم مليار أو نحو ذلك.وفي 1850 بلغ 1.2مليار  ثم 1.6 مليار في عام 1900 وليكون 2.6 مليار في 1950 ثم يقفز ليكون 5.2 مليار في سنة 1990 وليصل الى 6 مليار مع حلول عام 2000 وليعيد القفز ليصل الى اكثر من 7.5 مليار في العام 2011 . وهي زيادة كبيرة جداً، ففي القرن الثامن عشر تكاثرت أعدادنا بسرعة بالغة مقارنة بالمستويات السابقة. ففي الفترة منذ 1950، تضاعف السكان 10.000 ضعف المعدل الذي كان سائدا قبل الاختراع الأول للزراعة، و 50 إلى 100 ضعف المعدل الذي تلى وإذا كانت معدلات نمو السكان في القرن العشرين قد سادت منذ اختراع الزراعة فإن الجانب الآخر من آثار الأنسان على الأرض هو انماط الحياة التي يعيشها. وبعبارة أخرى كم من الموارد المتوفرة التي يستهلكها الأنسان حاليأ مقارنأ بالفترة الماضية

ان الأحصاءات تشير الى زيادة في استهلاك الأنسان للموارد الطبيعية المتاحة بشكل مطرد وغير رشيد والموارد لم تنمو او تزيد مع زيادة الأستهلاك بل العكس هو الصحيح. وهذا الخلل بين الأستهلاك وتوفر الموارد له أكثر من سبب منها زيادة الطلب نتيجة للزيادة في عدد سكان الأرض والثاني الخلل في طريقة جني واستهلاك الموارد مثل صيد الأسماك بطرق مؤذية لنمو هذه الثروة مما يهدد بانقراض بعض انواع الأحياء المائية نتيجة الصيد الجائر والغير منهجي. ومثل آخر هو قطع اشجار الغابات من اجل جني الأخشاب واستعمالها في بناء البيوت بشكل رئيسي نتيجة للتوسع المدني الهائل. هذا النشاط لم يصحبه نشاط موازي لزرع الأشجار كي تعوض النقص الذي طرأ على قطع اشجار الغابات مما ادى الى ظاهرة التصحر في تلك المناطق من جهة وقلة في الموارد الخشبية المتاحة والذي ادى الى اعتماد موارد اخرى بديلة كالمواد البلاستيكية

      

وقد تضاعف انتاج واستهلاك الطاقة على نطاق العالم حوالي ثلاث مرات في القرن التاسع عشر تحت تأثير البخار والفحم الحجري ، لكن بعد ذلك ثلاثة عشر مرة أخرى في القرن العشرين مع النفط، وبعد 1950  الغاز الطبيعي، ثم إلى درجة أقل أهمية، القدرة النووية. وربما استخدمنا منذ 1900 طاقة أكثر بكثير مما حدث في كل التاريخ البشري قبل 1900 ميلادية وفي 100 قرن بين فجر الزراعة وعام 1900، لم يستعمل الناس سوى حوالي ثلثي مقدار الطاقة المستعملة في القرن العشرين وقد لاتزيد عن نصف الطاقة المستخدمة في القرن الواحد والعشرين

وهذا الإسراف المذهل يمثل أيضا، قدر ما من انتصار الإنسان، والتحرر من دوامة الجهد العضلي الذي لا ينتهي وفتح إمكانيات جديدة بعيدة تماما عن مدى العضلات وحتى على أساس الفرد تنامى استعمال الطاقة على نحو مذهل، أربعة أو خمسة أضعاف في القرن العشرين وحوالي ستة اضعاف في القرن الواحد والعشرين.

الطاقة الكهربائية ووقود مكنة الأحتراق الداخلي هي التي تقوم بتحريك عجلة الأقتصاد والصناعة والتجارة والحياة المدنية برمتها. لا يمكن ان يتصور الأنسان ان يعيش بدون توفر كهرباء للأنارة والتدفئة والطهي والتنقل بين البلدان والمدن المختلفة فضلأ عن تنقله بين المدن والارياف. ولا يمكن تصور كيف يمكن ان تتحرك التجارة بدون وسائل نقل بحرية وجوية وبرية او كيف تقوم صناعة من دون توفر طاقة لتدير عجلتها الضخمة سواء بتعدين المعادن او نقلها من مصادرها او الى اماكن الطلب على استهلاكها

     

 

هذه الأنشطة للأنسان المعاصر سببت خللأ في التوازن الطبيعي في العديد من جوانب الحياة على الكرة الأرضية.

منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها والتاريخ يشهد لتفاعل الإنسان مع بيئيته الطبيعية. إنه بالأحرى تفاعل ضروري بل وحتمي بغض النظر عن ما ترتب ويترتب عليه بإذن الله من أحداث وكوارث مأساوية. إنه كذلك تفاعل أكسب إنسان هذا الكوكب آليات تكيف وترويض للتعامل مع بيئته مما وضعه وجهاً لوجه مع كوارثها القاتلة بأمر الله. فلطالما أخبرتنا سجلات التاريخ عن سعي الإنسان القديم الخارق وما بذله من جهد جهيد في سبيل البقاء حياً في وجه كوارث الأرض الطبيعية كالزلازل والبراكين والأعاصير، تماماً مثل نظيره إنسان هذا العصر والذي لا ينفك باذلاً غاية ما يملك في سبيل البقاء حياً في خضم كوارث عصره من طبيعية أزلية، أو فنية مستجدة: كحوادث الطائرات والأعطال التكنولوجية - الآلية القاتلة، لقد مر الانسان بمراحل مختلفة من بداية خلقه واستخلافه في الارض حيث بدأ حياته خائفا من الطبيعة واهوالها وكوارثها بل وحتى حيولناتها المفترسة الامر الذي الجأه للكهوف لدرء الصقيع والمطر وهربا من الوحوش وفرض عليه لذات الاسباب العيش في جماعات ومن البديهي القول إذن أن سعي الإنسان في الأرض وتوخيه لمبادئ السلامة والنجاة قد تفاوتا بتفاوت عصور الإنسانية زماناً ومكاناً وظروفاً. فالإنسان البدائي على سبيل المثال لم يكن بحوزته ما يكافح به كوارث بيئته سوى ما توصل إليه عقله المحدود وتفكيره البدائي- الحسي جنباً إلى جنب مع ما استطاع ترويضه من موارد بيئته البدائية محدودة الموارد. إن هذا الأمر قد جعل هذا الإنسان يقف مشدوهاً أمام ظواهر بيئته بل ويعزو هذه الكوارث إلى قوى غيبية خارقة- غاضبة، حيث إن بدائية تفكيره قد أوحت له أن الوسيلة الوحيدة تتمثل في مكافحتها بالتوسل إليها عن طريق الأساطير والخرافات والنيران وإضفاء الوجود الروحي على ما حوته من حيوانات ونبات وأشياء وخلافه. مع تقادم الزمن ازداد تفاعل الإنسان مع بيئته وبدأت أنماط تفكيره بالرقي شيئاً فشيئاً، فمع تواصل قطار الرحلة الإنسانية عبر مراحل تطورها التاريخية المختلفة استطاع هذا الإنسان من الاستفادة مما برز من صيغ تكيف وتفاعلات بيئية جديدة تراكمت لتقود الإنسان إلى اكتشاف أهمية الاستقرار والاستيطان. وهكذا تعاقبت مراحل الاستيطان والاستقرار البشري من أن بدأت بمرحلة الجمع والصيد والالتقاط، تطوراً إلى مرحلتي الرعي والزراعة البدائية، فمروراً بمرحلة قيام المدن والأمصار والامبراطوريات القديمة التي سادت ثم بادت على مشارف انتهاء القرون الوسطى إن ما جناه الإنسان حينئذ بفضل تراكمية هذه المراحل قد دفع به إلى مستويات أكثر رقياً وتطور ليبدأ تفسير مظاهر وظواهر بيئته بفكر غير تقليدي منتقلاً من عصر إلى آخر في عصور النهضة فعصور التنوير فوصولاً إلى القرن الثامن عشر الميلادي. في تلك النقطة الزمنية شهدت البشرية انبلاج فجر المعرفة العلمية والتي بفضل الله ثم بما توصلت إليه من مناهج علمية- استقرائية أمدتها بالقدرة على فك طلاسم العديد من الظواهر الكونية وقادتها أخيراً إلى أن تعلن ثورتها الصناعية لتستمر رحلة التفاعل بين وجود الإنسان وكوارث وجوده.

التلوث

قال جل وعلى في كتابه الكريم " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" صدق الله العظيم "الروم الآية 41"

تعريف التلوث

يختلف علماء البيئة والمناخ في تعريف دقيق ومحدد للمفهوم العلمي للتلوث البيئي،

فهو إحداث تغيير في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي إلي ظهور بعض المواد التي لا تتلائم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي ويؤدي إلي اختلاله اي انه كل تغير كمي أو كيفي في مكونات البيئة الحية وغير الحية، لا تتمكن الأنظمة البيئية من استيعابه. أي أنه مرتبط بالنظام الإيكولوجي، لأن كفاءة هذا النظام تقل بدرجة كبيرة وتصاب بالشلل عند حدوث تغير في الحركة التوافقية بين العناصر المختلفة، وهو عبارة عن الحالة القائمة في البيئة الناتجة عن التغيرات المستحدثة فيها والتي تسبب للإنسان الإزعاج او الأمراض أو الوفاة بطريقة مباشرة، أو عن طريق الإخلال بالأنظمة البيئة، والاستخدام المفرط وغير الرشيد للموارد الطبيعية مما يجعل التنمية غير مستدامة

انواع التلوث

التلوث الطبيعي وهو الذي ينتج عن عمليات طبيعية لا دخل للإنسان فيها مثل التلوث الذي يحدث في حالة انفجار أو ثورات البراكين التي تلقي بالحمم البركانية والاتربه إلى مسافات بعيدة من سطح الأرض وتغطي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والبحار والأنهار وتحدث وفيات لكثير من الناس وتتلف المحاصيل الزراعية على سطح الأرض وقاع البحار وتلوث الكائنات الحية في الأنهار والبحار, ويكون التلوث طبيعيا مثل العواصف الرملية التي تسبب منع الروية وإتلاف آلاف المواد وإحداث الشحنات الكهربائية مع تعرية التربة وإتلاف المحاصيل والزهور وتساقط الغبار وإحداث الأضرار للكائنات الحية. ومن التلوث الطبيعي ما يحدث عند احتراق الغابات بأثر الصواعق أو الحرائق العامة حيث يحترق مئات بل آلاف الكيلومترات من الغابات الزراعية محدثا أدخنة تلوث الهواء والماء وتنتقل هذه الأدخنة عبر الهواء إلى الإنسان أو الكائن الحي حيث يستنشق الهواء الملوث ويتأثر بذلك وقد يصاب بالعديد من الامراض. 

التلوث الصناعي هو الذي يحدث بفعل نشاط الإنسان وتدبيره بإرادته مثل تلوث الغرف المغلقة أو الصالات و الحافلات والطائرات بدخان السجائر بأنواعها، وما  

تحدثه مصانع الأسمنت ومصانع تكرير البترول من أتربه وغازات سامة تؤثر على المنطقة حول هذه المصانع وبخاصة عند وجود رياح قوية تدفع بهذه السموم الفتاكة للمناطق السكنية حول هذه المصانع، تلوث المناطق بأبخرة الرصاص والزئبق وعوادم السيارات ومما تحدثه من غازات سامة في سماء المدن وخاصة السيارات القديمة والحافلات التي تجوب شوارع المدن ليل نهار وما تفرزه من غازات سامة ناتجة عن حرق البنزين والديزل،

انواع التلوث

تلوث الانهار والبحار من مصادر برية

                

وتعرف مسببات التلوث بالملوثات وتعرف الملوثات بأنها المواد أو الميكروبات التي تلحق الضرر بالإنسان أو تسبب الإمراض أو وقد تؤدي للموت المفاجئ.

لقد بدأ الإنسان حياتة على الأرض وهو يحاول أن يحمى نفسه من غوائل الطبيعية ومخاطرها ثم حاول ان يسايرها واستمر يقلدها ويشابهها وهو يحاول الآن ان يتجرأ ليخلق ويصنع او يعكس الطبيعة من صناعة الرياح والامطار والاقمار الصناعية والرجل الآلي الى اطالة عمر الانسان وسينتهى به الأمر بعد عشرات ألاف السنين وهو يحاول أن يحمى الطبيعة من نفسه ونشاطه وشروره.

فالإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بأنواعها المختلفة من توسع صناعي عير نظيف ولا رشيد الى تقدم تكنولوجي قد لايكون كله عاقلا واخلاقيا ومتبعا لسنة الله في استخلاف الانسان لإعمار الارض وعبادته مروراُ بسوء استخدام الموارد والانفجار السكاني.

وقد يكون التلوث في الهواء، المياه، التربة، الغذاء،التلوث بالضوضاء، او التلوث بالاستخدام عير الرشيد للموارد الطبيعية، او بالاستهلاك الضار بالاجيال القدمة والذي يجعل التنمية غير مستدامة.

مستويات التلوث

للتلوث مستويات يمكن تقسيمها الى:

التلوث غير الخطر

هو الاكثر ولا يخلو أي مكان منه، ويمكن أن نطلق عليه التلوث المقبول الذي يستطيع أن يتعايش معه الانسان بدون أن يتعرض للضرر أو المخاطر  التي تعيق حياته كما أنه لا يخل خللاٌ جسيماَ بالتوازن البيئي والحركة التوافقية بين عناصر هذا التوازن

التلوث الخطر

وهو التلوث الذي يُظهر آثار سلبية تؤثر على الإنسان وعلى البيئة التي يعيش فيها ويمكن أن نطلق عليه "التلوث الحرج"، وخاصة فيما يرتبط بالنشاط الصناعي بكافة أشكاله وتكمن خطورته فى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية السريعة التي تحمى الإنسان من وجود خطر حقيقي يهدد حياته ولا يصح تجاهله، فالإنسان لايمكنه التعايش مع هذا النوع من التلوث.

التلوث المدمر

هو التلوث الذي يحدث فيه انهيار للبيئة وللإنسان معاً ويقضى على كافة أشكال التوازن البيئي، أي أنه يدمر بدون إعطاء أي فرصة للإنسان -حتى مجرد التفكير فى تقديم حلول- للتدخل، ونجده أيضاً متصل بالتطور التكنولوجي الذي يظن الإنسان أنه يبدع فيه يوماً بعد يوم من النشاطات الإشعاعية والنووية، وخير مثال حادثة المفاعل النووي "تشرنوبل". ويحتاج الإصلاح مع هذا النمط التلوثي سنوات طويلة للإصلاح ونفقات باهظة التكاليف، ولا يقف الأمر عند هذا الحد وإنما تتأثر أجيال من البشر على المدى الطويل منه هذا ان امكن اصلا الوصول لعلاج ناجع في مثل هذه الحالات.

   

قطع الاخشاب وتدمير الغابات

الصيد الجائر مقالة التوازن البيئي د احتيوش الصيد الجائر

There are no comments posted here yet

أترك تعليق

  1. Posting comment as a guest. Sign up or login to your account.
Attachments (0 / 3)
Share Your Location