مازال فيك الخير ياليبيا القطعانى وقصة معاناته مع المرض مقال للكاتب سعد المنصوري بصحيفة الوطن

عزيزي القارئ .. نقلا عن صحيفة الوطن الليبية التى تصدر

على شبكة المعلومات الدولية والصادرة بتاريخ 17 / 10 / 2009 ..

بقلم محررها سعد المنصوري والذي جعلنا نعيش ماساة
الاخ/ فتحي القطعاني ثم كيف اصبح مواطن يتمتع بصحة جيدة
يساهم في الدفع بعجلة التنمية الي الامام بعد أن تمت له زراعة كلية
داخل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء وهي شهادة نفتخر بها ووسام
شرف يعلق على صدر كل الأطباء في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء
والتي قال فيها.
قبل أن ابدأ الحديث في هذا الموضوع الذي أنا
بصدده، تذكرت كلام ذلك الطبيب الشاب نقلا
عن احد أصدقائي حيث أخبرني صديقي على لسان
ذلك الطبيب الذي قال: مشكلتنا نحن أبناء هذا
<a href="/images/2010/10/gut1.jpg"><img class="alignleft size-medium wp-image-3159" title="gut1" src="/images/2010/10/gut1-300x208.jpg" alt="" width="300" height="208" /></a>
الوطن أبناء ليبيا إننا لانثق بقدراتنا مع إننا نمتلك
كل سبل النجاح، العقل، والعلم، والآلة، لكن نظل
دائما مهزومين نفسيا، جبناء نخشى دائما مترددين أن
نحاول ونجرب كما حاول، وجرب، غيرنا ثم قال انا
طبيب اخصائى ،مرضت والدتي ودخلت المستشفى،
عرفت وشخصت مرضها رفضت رفضا قاطعا أن
اصرف انا لها العلاج، استدعيت إحدى الممرضات
وكتبت لها علاجا لأمي وطلبت منها أن تمثل دور
الطبيبة الأجنبية وتقوم بتشخيص حالة والدتي
وتعطيها )الروشيتا( التي كتبتها على أساس أنها هي
من كتبها وعلى الفور تقبلت والدتى العلاج من تلك
الطبيبة الأجنبية المموهة مع أنى انا الذي وصفت
وشخصت، وصرفت...
<a href="/images/2010/10/lnotp-team1.jpg"><img class="alignleft size-medium wp-image-3162" title="lnotp team" src="/images/2010/10/lnotp-team1-300x200.jpg" alt="" width="300" height="200" /></a>واننى على يقين بأن لدينا مواهب وعقول في
شتى المجالات تستطيع أن تبدع وتصنع المعجزات
وتستطيع أن تقلب موازين التخلف التي نزلت
بأثقالها على مجتمعنا فخلخلت الثقة وهزت المبادئ
ودحرجت عجلة الأمام إلى الخلف، نحن لانفتقر أبدا
لهذه المواهب في شتى المجالات العلمية والأدبية،
والاجتماعية، والسياسية، ولكن تظل مواهبنا هذه
مطمورة، مختبئة تحسب ألف حساب للمحاولة
ولو مرة واحدة، وابسط مثال كتابنا الجهابذة
الذين يستطيعون أن يغيروا اتجاه العجلة التي
تدحرجت للخلف بكلماتهم وكتاباتهم عبر هذا
الموقع ولكنهم جبنوا من المحاولة خوفا من تعليق
يعارض فكرة ماكتبوا أو يستهزئ بماطرحوا، سيؤدى
بهم إلى الدخول في غرفة العناية والإنعاش، لأنهم لم
يتعززوا بسلاح الثقة في أنفسهم. وهكذا الكل في كل
المجالات...
لن أطيل عليك أيها القارئ الكريم، ولندخل في
صلب موضوعنا فموضوعنا فيه دروس عظيمة
منها عن بر الوالدين، ألقاه علينا الإبن البار: حسن
فتحي المبروك.. والآخر عن قدرة الليبيين على صنع
المستحيل، وأنهم الأفضل، والأصلح في كل شيء،
يلقى هذا الدرس زمرة من الأطباء الوطنيين المبدعين
الشجعان الذين كسروا حواجز الخوف، ودخلوا
وتجاوزوا حدود خط المحاولة فوصلوا إلى بر الأمان
وأناروا الطريق لمن خلفهم لعلهم يشدوا الرحال من
بعدهم إلى عالم الثقة بالنفس والثقة بالوطن...
المواطن: فتحي المبروك طاهر القطعانى.. موظف
بشركة البريقة النفطية، وأحد الرجال المخلصين
والمتفانيين في عملهم، سيرته عطرة بين الكل أهل
وجيران، وأصدقاء، صبره كصبر أيوب، توالت عليه
مصائب الدنيا والابتلاءات واحدة تلوى الأخرى بداية
من فقد أكثر من نصف أهله، أمه، وإخوته، وأخواته،
في فاجعة مؤلمة حيث مزقت الألغام التي خلفها
الاستعمار الايطالي الغاشم معظم أهله إلى أشلاء..
وعلى أثرها بعد سنوات مرض فتحي، وتعطلت
كليتاه عن العمل ،ومن هنا تبدأ الدروس والعبر..
تحدث المواطن فتحي المبروك القطعانى قائلا:
ذهبت إلى مصر لزرع كلية فطلبوا 140 ألف جنيه
مصري أى مايعادل 38 ألف دينار ليبي ، أهل الخير
بمدينتي طلبوا منى إجراء العملية وسوف يتكفلون
بجمع المبلغ، وهناك من قال لي أن ابدأ في إجراء
العملية وكل تكاليفها على حسابه ولو بمئه ألف،
وعندما ذهبت إلى جمهورية مصر العربية وتم
الكشف على من قبل الدكتور المختص بزراعة الكلى
قال إن نتائج الكشف جيدة وتستطيع إجراء العملية
في أى وقت ويبقى لديك مشكلة المتبرع حيث
لايمكنك شراء كلية وزرعها من أى مواطن مصري، لأن
قرار صدر يقضى بعدم تبرع المصري للأجنبي وطلب
مني أن أقوم بتزوير أوراق جنسيتي، حتى يتسنى
له القيام بالعملية رفضت ماطرحه على وقلت له
لم أفعل هذا طوال عمري هل افعله وانا أموت،
المهم قفلت الأبواب في وجهي وانسدت نفسي،
وشعرت باليأس فقررت العودة وكان معي كل الأسرة
زوجتي وابنائى وفى طريق عودتنا اضطررننا للمبيت
عدة أيام في )محافظة مطروح( لغسل كليتي، وهنا
حدث موقف غريب جدا فقد تعرف ابنائى على
شاب ليبي صغير السن، وبعد أن عرف ذلك الشاب
حكايتي ركب رأسه واقسم الأيمان المغلظة أن يتبرع
لي بكليته قائلا أنت أب لكل هؤلا الأبناء لايمكن أن
ترحل عنهم شعرت بسعادة عارمة لا لأننى تحصلت
على كلية ولكن لأن ليبيا وأبنائها لازالوا بخير، قلت
لذلك الشاب بارك الله فيك وكأنني بعرضك هذا
قد أخذت كليتك ولكن لن أوافق على عرضك،
المهم بعد أيام عدنا لأرض الوطن وعادت قصتي
مع الغسل ومشاكله حيث سبب لي مضاعفات
مازال فيك الخير ياليبيا
القطعانى وقصة معاناته مع المرض
عزيزي القارئ .. نقلا عن صحيفة الوطن الليبية التى تصدر
على شبكة المعلومات الدولية والصادرة بتاريخ 17 / 10 / 2009 ..
بقلم محررها سعد المنصوري والذي جعلنا نعيش ماساة
الاخ/ فتحي القطعاني ثم كيف اصبح مواطن يتمتع بصحة جيدة
يساهم في الدفع بعجلة التنمية الي الامام بعد أن تمت له زراعة كلية
داخل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء وهي شهادة نفتخر بها ووسام
شرف يعلق على صدر كل الأطباء في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء
والتي قال فيها.
9
وأصبحت اشعر دائما بدوار ودوخة، فقررت الذهاب
إلى )الباكستان( ولكنى سمعت أن )الباكستان( قد
منعوا إجراء عمليات الزرع لأسباب لااعلمها، ثم
قررت الذهاب إلى )الصين( وبعد اتصالات عبر شبكة
الانترنت مع عيادات متخصصة بهذا الشأن اخبرونا
أن تكلفة العملية 80 ألف دولار هذا بدون الإقامة،
والإعاشة، وتكاليف السفر يعنى ستكلف هذه
العملية على الأقل 140 ألف دولار؛ وبعد أن يئست
من إجراء هذه العملية تماما جاءني الأخ: عادل
الفجيرى وهو من مدينة طرابلس بمنطقة الظهرة كان
يعمل هنا بطبرق لدى خاله بفندق الجغبوب أصيب
بفشل كلوي وتعرفت علية أثناء عمليات الغسل هنا
بمركز البطنان الطبي قال لي الأخ عادل لقد سألت
عن موضوع شراء الكلى فأخبروني بأنه حرام شرعا
إلا أن يتبرع لك احد تبرع دون مقابل، فقلت له:
إن جميع اهلى اخوتى وابنائى وحتى طفلتي الصغيرة
التي عمرها لايتجاوز العشر سنوات كلهم متلهفين
للتبرع، المهم أنى استحسنت فكرة الأخ عادل الذي
قال لي قبل ذهابه انه ينوى إجراء العملية هنا على
ارض الوطن وفى طرابلس...
وبعد فترة اتصلت بعادل اسأل عن أخباره وأحواله
فقال لي: الحمد لله لقد أجريت العملية وقد تكللت
بالنجاح، وأصبحت اتصل به من حين لأخر اطمئن
عليه، وكان كل يوم أفضل من اليوم الذي قبله، ثم
طلب منى أن آتى إليه بطرابلس، وشجعني على إجراء
العملية إن كان احد ابنائى عازم على التبرع بإحدى
كليتيه، وشكر لي الأطباء وقال تعال إلى هنا وانسي
فكرة التكاليف المادية إلى الأبد لأنك في وطنك وبين
ناسك واهلك...
قررت أخيرا إجراء العملية هنا في بلدي واجتمعت
بكل اهلى المتلهفين للتبرع فكان ابني حسن من وقع
عليه الإختيار والذي قال لن يتبرع احد إلا انا وإلا
سأترك البيت بما فيه )درس في البر(..
انطلقت انا وابني حسن من طبرق إلى طرابلس
في 5 7 2009 وعند وصولنا إلى طرابلس اتصلت
بصديقي عادل الذي استقبلنا بكل حفاوة ،ثم ذهب
بنا إلى المستشفى وكنت لا اعرف شيء عن إجراءات
المستشفى، ومتطلباته. عند دخولي بمستشفى المركز
الرئيسي طرابلس كانت في استقبالي الدكتورة الليبية:
انتصار.. شعلة من النشاط ووجه بشوش يعيد إليك
الأمل في الحياة وطبعا هذا الأمر وضعته الدولة وهو
برنامج يسمى )البرنامج الوطني لزراعة الاعضاء(
..وتم سؤالي عن المتبرع فأخبرتهم انه ابني، فكبروا
وهللوا وقالوا إذا لاتوجد لديك مشكلة على الإطلاق،
ولم يعقدوا لي الأمور كان كل شيء يسير بسهولة،
وسلاسة، ولم يطلبوا منى إلا اسمي واسم ابني المتبرع
بالكامل، ثم قاموا بفتح ملف وطلبوا منى أن ابدأ
إجراءات التحاليل وبدأت فعلا بإجراءات التحاليل
الدقيقة تم خلالها عرضي على كل الدكاترة من دكتور
لدكتور ومختص لمختص بكل دقة ورعاية واهتمام..
ثم توقف الأخ فتحي المبروك عن الحديث قليلا
متعجبا قائلا هل تعلم يااخى أن التحاليل في الدول
الأخرى تكلف مبالغ باهظة مثل تحاليل الأنسجة
وغيرها لان مادتها غالية الثمن وهى تستورد من
)فرنسا( وهل تعلم بأني قمت بكل هذه التحاليل
مجانا.. انتهت الإجراءات إلى أن وصلنا إلى صورة
الكمبيوتر ونظرا لعدم توفر المادة تلك الفترة طلبوا
منى أن ارتاح ببيتي إلى أن يتصلوا بى عند توفر تلك
المادة وبالفعل وبكل وفاء وصدق لم نعد نعهده
قاموا بالإتصال بى وطلبوا منى الحظور بتاريخ
20 _ 7 2009 وبقيت بالمستشفى مدة ثمان أيام
تقريبا ثم جاء موعد العملية فدخل ابني حسن
ثم بعد ساعة ونصف ادخلونى لغرفة العمليات
واستغرقت العملية 4 ساعات وبعد خروجنا من
العملية بنجاح وصرف العلاج اللازم لنا ومن ضمن
العلاج حقن تم حقني بها، الحقنة الواحدة تكلف
بالخارج 10000 دولار وهى حقنة للمناعة والدول
الأخرى برغم انك تدفع ثمنها إلا إنها تقتصر على
حقنك مرة واحدة هنا في ليبيا حقنت أربع حقن
مجانا بهذه الحقنة..
والحق يقال لقد رأيت من الاهتمام، والرعاية مالا
استطع وصفة، ولا تقديره، من كل الدكاترة الليبيين
وكل الطاقم الطبي بمستشفى طرابلس، ما أن تطلب
مقابلة لأحد الدكاترة حتى تجده أمامك في لمح البصر
)هذه هي كوادرنا(...
وبعدها خرجت بعد أن صرف لي العلاج اللازم،
وهناك نوع من العلاج لااعرف اسمه عبارة عن
شريط به عشر أقراص يباع بمبلغ 70 دينار في
الصيدليات الخارجية وهو يؤخذ في اليوم بمعدل 4
حبات يقوم المستشفى بصرفه مجانا...
وعند خروجي جاءني صديق من مدينة الخمس
اخذنى عنده، وطلب منى أن لا أسافر حتى تتحسن
صحتي، واسكننى بيته، وطلب من كل اسرتى أن
يأتوا هم إلى الخمس، وفعلا جاءت كل اسرتى وأقمنا
ببيت صديقي الذي ترك لي بيته وسيارته واستأذنني
لأنه كان ينوى زيارة البيت الحرام، وأوصى كل أهله
بنا خيرا ودموع عيناه لاتفارقه صديقي الليبي هذا
معروف بخير والسمعة الطيبة، اسمه )الحاج بشير
الدالي( وليس غريب على أبناء هذا البلد الودود
هذه الأعمال والأفعال هي من صلب شيمنا وشيم
أجدادنا....
<span style="color: #0000ff;">وختم الأخ فتحي المبروك حديثه قائلا: اشكر</span>
<span style="color: #0000ff;">مستشفى طرابلس المركز الرئيسي واخص بالشكر</span>
<span style="color: #0000ff;">كل من: البروفسور. احتيوش وهو الذي أجرى لي</span>
<span style="color: #0000ff;">العملية الجراحية، وهو رئيس قسم الجراحة وأستاذا</span>
<span style="color: #0000ff;">بالجامعة، واشكر الدكتور. احمد احبيش... والدكتور.</span>
<span style="color: #0000ff;">عاصم..الدكتور. محمد زيتون..الدكتوره.ميسون......</span>
<span style="color: #0000ff;">الدكتور.عبدالحفيظ...الدكتور.مهند.........الدكتور</span>
<span style="color: #0000ff;">منير.......الدكتورة انتصار.</span>
<span style="color: #0000ff;">كما اشكر كل العاملين بهذا المستشفى من ممرضين</span>
<span style="color: #0000ff;">وممرضات وأخصائيين وفنيين اشكرهم جزيل الشكر</span>
<span style="color: #0000ff;">لأنهم كانوا سببا في عودتي من جديد إلى أحضان</span>
<span style="color: #0000ff;">الحياة...</span>
<span style="color: #0000ff;">الخلاصة: ألم تدندن موسيقى أسماء هؤلا الأطباء</span>
<span style="color: #0000ff;">الليبيين في آذان كل الوطنيين؟ ألم توقض فينا هذه</span>
<span style="color: #0000ff;">الأسماء روح المحاولة والأمل للتقدم إلى الأمام؟</span>
<span style="color: #0000ff;">الم تنزع عنا أقنعة الإنبهار بالكوادر الأجنبية؟ الم</span>
<span style="color: #0000ff;">يعطينا صديق فتحي بالخمس درسا في صداقة</span>
<span style="color: #0000ff;">الليبي الأصيل؟ الم يعلمنا حسن دروسا في معنى</span>
<span style="color: #0000ff;">)بر الوالدين(؟...الم تصدقوا بعد بأننا نحن الليبيون</span>
<span style="color: #0000ff;">فوق العادة وأننا فعلا متفوقون؟؟</span>
There are no comments posted here yet

أترك تعليق

  1. Posting comment as a guest. Sign up or login to your account.
Attachments (0 / 3)
Share Your Location