الفنان الليبي الهادي البكوش في حوار فى جريدة العرب: الاختيار أساس العمل الفني الجيد .. د. احتيوش اشرف وقدم الرعاية لإنتاج وتنفيذ شريط “عودة الأمل" المرئي

يعد الفنان الهادي البكوش من أبرز الفنانين في المجال المسرحي والذين تتلمذوا على ايدي كبار المسرحيين داخل فرقة المسرح الحر بطرابلس، حين اسندوا له الكثير من الأدوار في أعمالهم المسرحية بعدما اكتشفوا موهبته التي يتميز بها عن عدد من زملائه الذين التحقوا معه في نفس الفترة بفرقة المسرح الحر. رحلته حافلة بعدة أعمال فنية مسرحية وتلفزيونية من أبرزها دور “خلافو” في مسلسل “الفال” للمخرج الراحل محمد الساحلي والبكوش دائما تراه متواجدh داخل فرقته لانتمائه الكبير الذي يوليه لها الى جانب تواجده لتنفيذ بعض الاعمال، لهذا خصته العرب العالمية بلقاء تم من خلال زيارة فنية لمقر الفرقة وهذا ما دار من حوار
* وجودك الآن داخل المسرح يعني أن هناك جديدا فما هو الجديد؟ **أولا المسرح يعتبر بيتي الفني الثاني وهنا أقصد فرقة المسرح الحر أما بالنسبة إلى الجديد فهناك جديد، نحن نستعد هذه الأيام لوضع اللمسات الأخيرة لإقامة تظاهرة فنية تحت اسم “بانوراما غزة”
* كيف جاءت فكرة تنفيذ وتقديم هذه التظاهرة الفنية؟ **الفكرة بصراحة كانت فكرة جماعية انبثقت من خلال حوار تم بين الزملاء داخل الفرقة عما حدث في قطاع غزة وما قام به ويقوم به العدو الصهيوني من قتل وتدمير لأهالي غزة المحاصرين وما نتج عن هذا الدمار من مآس ومعاناة، رأى الفنانون داخل المسرح الحر وجوب تقديم عمل فني يعبرون من خلاله عن غضبهم على هذا العدوان الغاشم وذلك في إطار دعمهم وتضامنهم مع أشقائهم في قطاع غزة فكان تنفيذ هذا العمل الذي سيقدم في شكل بانوراما غزة.
* ماذا تشمل هذه البانوراما وما؟، هي المضامين التي يحتويها عملكم الإنساني هذا؟ **هذه البانوراما وهذا العمل الإنساني كما سبق وأن قلت لك عمل جماعي شاركت في إنجازه نخبة من الفنانين بفرقة المسرح الحر، ويشمل الفنون التشكيلية والنحت وهندسة المناظر والعرض السينمائي والمشهد التمثيلي المسرحي والتصوير الثابت، أما المضامين فهي إرسال رسالة من الفنان الليبي إلى زملائه داخل فلسطين يؤكد لهم فيها أن لوحاتهم الفنية التي رسموها على الجدار قد وصلت فكرتها إلى أقصى الوطن العربي، كما سيقومون من خلال هذه البانوراما بإبراز معاناتهم عبر رسوماتهم وقصائدهم ومقالاتهم ومراسلاتهم الصحفية حيث الجانب الإعلامي في هذه المعركة قد أثبت انه خير وسيلة لإيصال هذه المعاناة التي بسببها خرجت المظاهرات في أرجاء العالم منددة بتلك الغارات الهمجية، وستحاول هذه البانوراما من خلال فنونها المتنوعة توضيح ما أسفرت عنه هذه الحرب غير المتكافئة من تدمير هائل للمعمار والأرواح.
* متى سيرى عملكم النور؟، وهل ستكون هناك مناسبة يتم فيها تقديم هذه البانوراما؟ **نحن الآن وكما ترى وصلنا إلى المراحل الأخيرة للتنفيذ والتجهيز لنكون جاهزين لتقديم هذا العمل الإنساني المتمثل في “بانوراما غزة” بمناسبة ذكرى تأسيس فرقة المسرح الحر حيث رأينا هذه المناسبة خير فرصة لتقديم عروضنا الفنية التي نتمنى أن يحالفنا فيها التوفيق والنجاح وننال من خلالها إعجاب واستحسان كل من يحظى بشرف حضورها..
* رحلتك مع فرقة المسرح الحر حافلة بالعديد من الأعمال الفنية فهل تعتقد أنك قدمت كل ما تصبو إليه؟ **بما أن مجال الفن واسع فأكيد لا يوجد فنان يستطيع أن يقول انه قدم كل ما يصبوا إليه وعندما يقدم الفنان شيئا ناجحا فإنه بالتأكيد يجد نفسه يريد أن يقدم المزيد والأفضل، والفضل الكبير يعود إلى فرقتي التي من خلالها خطوت الخطوات الأولى في مسيرتي الفنية..
* خلال تواجدك في المسرح الحر عاصرت عدة أجيال في مجال التمثيل والإخراج، هل ترى من وجهة نظرك أن هذه الأجيال قد ساهمت في إنجاح مسيرة فرقتكم ؟ **الأجيال التي عاصرتها داخل فرقة المسرح الحر وفي مجالات مسرحية مختلفة ساهمت مساهمة كبيرة في نجاح مسيرة الفرقة سواء في المجال الإداري أو الفني أو التقني ومن خلالها ساهمت في إثراء الحركة المسرحية خاصة والفنية عامة ومن خلال تلك الأجيال قدمت الفرقة ولا زالت تقدم ابداعاً مسرحياً رائعاً فمثلا من المسرح العالمي قدمت عدة أعمال اذكر منها على سبيل المثال “تاجر البندقية” لشكسبير و”العادلون” لألبير كامو، ومن المسرح العربي قدمت مثلا مسرحية “صلاح الدين والشيخ والطريقة” لعلي عقلة عرسان، من خلال المسرح المحلي قدمت الكثير من الأعمال الناجحة والمتميزة لنخبة من الكتاب والمخرجين
* هل تعتقد أن الجيل الحالي من الشباب لديه نفس الحماس والإصرار على المساهمة في مواصلة المشوار وبنجاح؟ **لكل مرحلة ظروفها ومناخها فالعاملان المادي والاجتماعي المتغيران في المجتمع ككل يؤثران تأثيراً مباشراً في تكوين الأجيال، ومجتمع الفن الصغير هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الكبير وبالتالي فإن الجيل الجديد من الشباب يتغير حسب ظروف المجتمع، ورغم هذا تبقى الموهبة هي الأساس بالنسبة إلى الفنان الصادق، ربما يتغير الشكل في نوعية الحماس والإصرار لكن تبقى الموهبة الصادقة في تقديم كل ما هو جديد ومفيد
* لننتقل من المسرح إلى التلفاز، عرفنا أنك كنت مشغولا بتنفيذ عمل تلفزي جديد، حدثنا عن هذا العمل؟ **العمل عبارة عن شريط تلفزي يحمل عنوان “عودة الأمل” سيناريو وحوار محمد الغرياني وإخراج محمد الزنتاني وشاكر أبو جراد، وهو يتناول صراع مرضى الفشل الكلوي في قالب درامي حيث يجسد الشريط المعاناة التي يتعرض لها مرضى الفشل الكلوي والغسيل وما وصل إليه الطب في زراعة الكلى بدلاً عن الغسيل حيث نجحت زراعة الكلى في ليبيا ولاقت اهتماما كبيرا من قبل المختصين في هذا المجال الذي برز فيه أطباء كثيرون وفي مقدمتهم الدكتور احتيوش فرج احتيوش الذي ساهم مساهمة كبيرة في تطوير جراحة زراعة الأعضاء وأنا استثمر هذه المناسبة لأقدم له تحية من أسرة الشريط من خلال إشرافه ورعايته لإنتاج وتنفيذ شريط “عودة الأمل” 
* هل مهمة المنتج المنفذ التي أسندت إليك داخل دار” تريبولس” كانت وراء ابتعادك عن مجال التمثيل؟ **مهمة المنتج المنفذ أراها لا تقل أهمية عن التمثيل فالهدف واحد وهو الرقي بهذا الجانب ونحن في دار “تريبولس” للخدمات الإعلامية والإنتاج الفني نحاول أن نؤسس قاعدة للقطاع الخاص في الإنتاج الإعلامي وخاصة في الجانب الدرامي الذي إن تحسن يرتق بالحركة الفنية وعندها سنؤسس قاعدة صحيحة لهذا الفن وسيكون لي من خلاله دور في مجال التمثيل مثلما لي فيه الآن دور كمنتج منفذ
* الأعمال التي تم تنفيذها داخل “تريبولس” للخدمات الإعلامية؟ **رغم الفترة القصيرة التي تم فيها تأسيس الدار إلا أننا قمنا بإنتاج عدد من الأعمال المختلفة والمتنوعة فعلى مستوى البرامج نفذنا البرنامج التلفزيوني “نواصي الخير” لقناة الجماهيرية الفضائية وبرنامج “منشد الغد” لقناة الشبابية وعلى مستوى الدراما الاجتماعية قمنا بتنفيذ عملين هما “بعد المشروع والعقرب” قام باخراجهما المخرج الشاب احمد السنوسي والآن الدار مشغولة بوضع اللمسات الأخيرة للشريط التلفزيوني “عودة الأمل” بالإضافة إلى تجهيز شريط وثائقي بعنوان “ليبيا ليبيا” وهو شريط سياحي ثقافي تاريخي
* كممثل عرفك المشاهد الليبي أكثر عندما تقمصت شخصية “خلافو” ذلك الرجل اليهودي في مسلسل “الفال” للمخرج الراحل محمد الساحلي، كيف جاء اختيارك لتقمص هذه الشخصية الصعبة والمركبة وهل يرجع الفضل لهذه الشخصية في انتشارك فنياً؟ **شخصية “خلافو” في مسلسل الفال بالفعل كانت السبب الرئيسي في شهرتي فنياً ومن خلالها عرفني المشاهد الذي مازال حتى هذه اللحظة يناديني بها حيث أنها لا زالت عالقة بالمشاهدين رغم أن عمرها تجاوز ربع قرن وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن العمل الجيد والمتميز لا ينسى ولا يمحى من ذاكرة المشاهد، واختياري للشخصية تم من خلال المخرج فقد كنت أرافقه في جولة داخل أزقة المدينة القديمة بطرابلس عندما كان يجهّز للمسلسل وكنا نستذكر بعض الشخصيات اليهودية التي كانت تقيم داخل المدينة القديمة قبل سنة 1967 فكانت شخصية “خلافو” التي تم تطويرها عن الشخصية الأصلية التي قدمت ضمن أحداث المسلسل
* إذا عرض عليك الآن عمل مسرحي وآخر تلفزيوني فأيهما تختار؟ **أستطيع القول بأن العمل الفني الجيد يبقى هو الأساس في الاختيار، فالدور الجيد سواء كان مسرحياً أو تلفزياً يبقى غاية الفنان الصادق وتجدني فيه بلا تردد
* أين تجد نفسك في العمل المسرحي أم في العمل التلفزيوني؟ ** العمل التلفزي اقرب إلى المشاهد من العمل المسرحي من خلال الانتشار في وقت تتزايد فيه القنوات الفضائية، وبالرغم من أن التلفاز اتاح لي فرصة الانتشار في عدد من الأعمال الدرامية المتميزة مثل “السجين، عايدة، مقادير، آخر الليل، الفال” فإن يبقى عشقي للمسرح يبقى بلا حدود حوار فى جريدة العرب
للمزيد تابعوا الرابط
http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:3gO3tHzIeukJ:takseedh.net/archive/index.php/t-2689.html+احتيوش&cd=110&hl=en&ct=clnk

There are no comments posted here yet

أترك تعليق

  1. Posting comment as a guest. Sign up or login to your account.
Attachments (0 / 3)
Share Your Location